CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »

Kamis, 19 Februari 2009

WE WILL NOT GO DOWN (Song for Gaza)

A blinding flash of white light
Lit up the sky over Gaza tonight
People running for cover
Not knowing whether they’re dead or alive

They came with their tanks and their planes
With ravaging fiery flames
And nothing remains
Just a voice rising up in the smoky haze

We will not go down
In the night, without a fight
You can burn up our mosques and our homes and our schools
But our spirit will never die
We will not go down
In Gaza tonight

Women and children alike
Murdered and massacred night after night
While the so-called leaders of countries afar
Debated on who’s wrong or right

But their powerless words were in vain
And the bombs fell down like acid rain
But through the tears and the blood and the pain
You can still hear that voice through the smoky haze

We will not go down
In the night, without a fight
You can burn up our mosques and our homes and our schools
But our spirit will never die
We will not go down
In Gaza tonight

Sabtu, 17 Januari 2009

المطالعة الحديثة

الْحَرِيْقُ

كَانَ مُحَمَّدٌ نَائِمًا فِى فِرَاشِهِ وَالسَّاعَةُ عَشْرٌ. وَاللَّيْلُ كُلُّهُ ضَلَامٌ وَبَرْدٌ. وَالدُّنْيَا سَاكِنَةٌ. لَيْسَ فِيْهَا. إِلَّا صَوْتُ الْخَفِيْرِ فِى الشَّارِعِ. ثُمَّ سَمِعَ مُحَمَّدٌ صُرَاخًا فِى الْخَارِجِ. فَقَامَ مِنْ فِرَاشِهِ. وَفَتَحَ الشُّبَّاكَ وَأَطَلَّ مِنْهُ. فَرَأَى حَرِيْقًا فِى بَيْتِ جَارِهِ. وَهُوَ بَيْتُ صَاحِبِهِ إِبْرَاهِيْمَ الَّذِى يَلْعَبُ مَعَهُ كُلَّ يَوْمٍ. فَنَزَلَ يَجْرِى لِيَنْظُرَهُ فَمَا وَجَدَهُ. فَدَخَلَ الْبَيْتَ فِى وَسَطِ النَّارِ. وَوَصَلَ إِلَى غُرْفَةِ إِبْرَاهِيْمَ وَنَادَاهُ. فَقَامَ إِبْرَاهِيْمُ مَرْعُوْبًا. فَأَخَذَ مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ. وَنَزَلَ بِهِ إِلَى الشَّارِعِ. فَرَآهُ جَمِيْعُ الْوَاقِفِيْنَ وَفَرَحُوْا بِهِ وَمَدَحُوْهُ. لِأَنَّهُ خَلَّصَ صَاحِبَهُ.

الصَّبِىُّ وَالْفِيْلُ

كَانَ وَلَدٌ يَنْظُرُ الْفِيْلَ فِى جُنَيْنَةِ الْحَيَوَانَاتِ. فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ بِتُفَاحَةٍ. وَلَمَّا هَمَّ الْفِيْلُ أَنْ يَأْخُذَهَا. قَبَضَ الصَّبِىُّ يَدَهُ حَتَّى لَا يَصِلَ الْفِيْلُ إِلَى التُّفَاحَةِ. ثُمَّ عَادَ وَمَدَّ يَدَهُ بِالتُّفَاحَةِ مَرَّةً ثَانِيَةً. وَعَمِلَ كَمَا عَمِلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ. فَغَضَبَ الْفِيْلُ. وَلَكِنَّهُ صَبَرَ عَلَى الصَّبِىِّ حَتَّى سَهَا عَنْهُ. وَمَدَّ خُرْطُوْمَهُ وَخَطَفَ طَرْبُوْشَهُ. فَزَعَقَ الْوَلَدُ وَبَكَى. فَمَدَّ الْفِيْلُ خُرْطُوْمَهُ بِالطَّرْبُوْشِ. وَلَمَّا هَمَّ الْوَلَدُ أَنْ يَأْخُذَهُ. قَبَضَ خُرْطُوْمَهُ. وَعَمِلَ مَعَهُ كَمَا عَمِلَ هُوَ مَعَ الْفِيْلِ. فَضَحِكَ النَّاسُ كَثِيْرًا مِنْهُ. وَبَكَى الْوَلَدُ عَلَى ضَيَاعِ طَرْبُوْشِهِ. وَعَلِمَ أَنَّ الَّذِى يَفْعَلُ الشَّرَّ يَلْقَى الشَّرَّ.

الشَّرُّ بِالشَّرِّ

كَانَ وَلَدٌ فَقِيْرٌ جَالِسًا فِى الطَّرِيْقِ يَأْكُلُ خُبْزًا. فَرَأَى كَلْبًا نَائِمًا عَلَى بُعْدٍ. فَنَادَاهُ وَمَدَّ لَهُ يَدَهُ بِقِطْعَةٍ مِنَ الْخُبْزِ. حَتَّى ظَنَّ الْكَلْبُ أَنَّهُ سَيُعْطِيْهِ مِنْهُ لُقْعَةً. فَقَرُبَ مِنْهُ لِيَتَنَاوَلَ الْخُبْزَ. فَضَرَبَهُ الصَّبِىُّ بِالْعَصَا عَلَى رَأْسِهِ. فَفَرَّ الْكَلْبُ وَهُوَ يَعْوِى مِنْ شِدَّةِ الْأَلَمِ.
وَفِى ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ رَجُلٌ يُطِلُّ مِنْ شُبَّاكِهِ. وَرَأَى مَا فَعَلَ الصَّبِىُ. فَنَزَلَ إِلَى الْبَابِ وَمَعَهُ عَصًا خَبَأَهَا وَرَاءَهُ. وَنَادَى الصَّبِىَّ وَأَبْرَزَ لَهُ قِرْشًا. فَأَسْرَعَ الصَّبِىُّ وَمَدَّ يَدَهُ لِيَأْخُذَ الْقِرْشَ. فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ بِالْعَصاَ عَلَى أَصَابِعِهِ. ضَرْبَةً جَعَلَتْهُ يَصْرُخُ أَكْثَرَ مِنَ الْكَلْبِ. ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ "(لِمَ تَضْرِبُنِى وَأَنَا لَمْ أَطْلُبْ مِنْكَ شَيْئًا)". فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ."(وَلِمَ تَضْرِبُ الْكَلْبَ وَهُوَ لَمْ يَطْلُبْ مِنْكَ شَيْئًا. فَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)".

الْمُدَّعِى

مَرَّ رَجُلَانِ فِى أَجَمَةٍ كَثِيْرَةِ الْأَشْجَارِ, فَرَأَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْأَرْضِ آثَارَ أَقْدَامِ السِّبَاعِ, فَقَالَ لِرَفِيْقِهِ :إِنَّهُ يَخْشَى أَنْ يَخْرُجَ عَلَيْهِمَا سَبُعٌ فَيَقْتُلَهُمَا, وَلَيْسَ مَعَهُمَا سِلَاحٌ يُدَافِعَانِ بِهِ عَنْ نَفْسَيْهِمَا. فَقَالَ الْآخَرُ: (لَانَخَفْ مَادُمْتُ أَنَا مَعَكَ, وَأَنْتَ تَعْلَمُ مَبْلَغَ شَجَاعَتِى وَقُوَّتِى وَ......). وَمَا كَادَ يُتِمُّ كَلَامَهُ حَتَّى سَمِعَا صَوْتَ دُبِّ آتِيًا, فَتَرَكَ ذَلِكَ الْمُدَّعِى َرفِيْقَهُ, وَجَرَى نَحْوَ شَجَرَةٍ وَصَعَدَ إِلَى قِمَّتِهَا هَرَبًا مِنَ الدُّبِ. وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَلْقَى عَلَى الْأَرْضِ وَكَتَمَ نَفْسَهُ. وَلَمَّا جَاءَ الدُّبُّ, دَارَ حَوْلَهُ يَشُمُّ بَدَنَهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيْهِ نَفْسًا, فَظَنَّ أَنَّهُ مَيِّتٌ وَتَرَكَهُ وَانْصَرَفَ, لِأَنَّهُ لَا يَأْكُلُ الْمَيْتَةَ.
وَبَعْدَ أَنْ ذَهَبَ الدُّبُّ نَزَلَ ذَلِكَ الْمُدَّعِى عَنِ الشَّجَرَةِ, وَأَقْبَلَ نَحْوَ رَفِيْقِهِ وَهُوَ فِى شِدَّةِ الْخَجَلِ, وَسَأَلَهُ عَلَى سَبِيْلِ الْمُزَاحِ عَمَّا قَالَهُ الدُّبُّ فِى أُذُنِهِ. فَقَالَ الثَّانِى : (هَذَا دُبٌّ حَكِيْمٌ. فَلَقَدْ أَخْبَرَنِى أَنَّ مَادِحَ نَفْسِهِ كَذَّابٌ لَا يُصَدَّقُ وَلَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ).

هَلْ تُعَاهِدُنِى عَلَى تَرْكِ الْكَذِبِ؟

تَقَدَّمَ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُرِيْدُ الْإِسْلَامَ. فَبَعْدَ أَنْ نَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ قَالَ : (إِنِّى أَقْتَرِفُ مِنَ الذُّنُوْبِ يَا رَسُوْلَ اللهِ مَا لَا أَسْتَطِيْعُ تَرْكَهُ). فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَلْ تُعَاهِدُنِى عَلَى تَرْكِ الْكَذِبِ). قَالَ : (نَعَمْ). ثُمَّ عَاهَدَهُ عَلَى ذَلِكَ وَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُوْلُ فِى نَفْسِهِ. (مَا أَهْوَنَ مَا طَلَبَ مِنِّى هَذَا النَّبِىُّ الْكَرِيْمُ).
فَلَمَّا أَرَادَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَسْرِقَ قَالَ فِى نَفْسِهِ : (إِنْ سَرَقْتُ وَسَأَلَنِى الرَّسُوْلُ فَمَاذَا يَكُوْنُ جَوَابِى, إِنْ أَجَبْتُ بِنَعَمْ فَقَدْ حَقَّ عَلَىَّ الْعِقَابُ, وَإِنْ أَجَبْتُ بِلَا فَقَدْ كَذَبْتُ وَقَدْ عَاهَدْتُهُ عَلَى تَرْكِ الْكَذِبِ. إِذَنْ فَخَيْرٌ لِى أَنْ أَبْتَعِدَ عَنِ السَّرِقَةِ).
فَابْتَعَدَ عَنْهَا وَصَارَ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَذَكَّرُ عَهْدَهُ كُلَّمَا حَدَثَتْهُ نَفْسُهُ بِارْتِكَابِ إِثْمٍ فَيَبْتَعِدُ عَنْهُ حَتَّى صَلُحَ حَالُهُ وَصَارَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الْعَامِلِيْنَ عَلَى نُصْرَةِ الدِّيْنِ وَالتَّمَسُّكِ بِهِ وِبِفَضَائِلِهِ.

صَيْدُ السَّمَكِ

ذَهَبَ مَحْمُوْدٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْمَاضِىَ إِلَى بُحَيْرَةٍ لِيَصِيْدَ سَمَكًا. وَكَانَتْ مَعَهُ قَصَبَةُ الصَّيْدِ. مَرْبُوْطًا فِى طَرَفِهَا حَبْلٌ طَوِيْلٌ دَقِيْقٌ مَتِيْنٌ. وَفِى طَرَفِ هَذَا الْحَبْلِ شِصٌ. وَفِى وَسَطِهِ عَوَّامَةٌ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الْبُحَيْرَةِ. جَلَسَ عَلَى حَجَرٍ كَبِيْرٍ عَلَى ضَفَّتِهَا. وَأَخْرَجَ الطُّعْمَ مِنْ سَلَّتِهِ. وَوَضَعَهُ عَلَي الشِّصِّ. ثُمَّ وَقَفَ وَمَدَّ الْقَصَبَةَ وَأَدْلَى الْحَبْلَ فِى الْمَاءِ وَبَعْدَ لَحْظَةٍ أَحَسَّ بِجَذْبَةٍ فِى الْقَصَبَةِ. فَأَسْرَعَ بِإِخْرَاجِ الشِّصِّ مِنَ الْمَاءِ. فَإِذَا بِهِ سَمَكَةٌ كَبِيْرَةٌ. أَتَتْ لِتَأْكُلَ الطُّعْمَ فَصِيْدَتْ. فَسُرَّ مَحْمُوْدٌ مِنْ ذَلِكَ. وَمَكَثَ زَمَنًا طَوِيْلاً اصْطَادَ فِيْهِ سَمَكًا كَثِيْرًا. ثُمَّ عَادَ إِلَى دَارِهِ بِأُكْلَةٍ عَظِيْمَةٍ مِنَ السَّمَكِ.

الرَّاعِى وَالذِّئْبُ

كَانَ وَلَدٌ يَرْعَى غَنَمًا. فَيَخْرُجُ بِهَا كُلَّ يَوْمٍ إِلَى مَرْعًى قَرِيْبٍ مِنْ بَلَدِهِ. لِتِأْكُلَ مِنَ الْعُشْبِ اْلأَخْضَرِ.
وَذَاتَ يَوْمٍ أَرَادَ أَنْ يَسْخَرَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ. فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ." الذِّئْبَ الذِّئْبَ". فَخَرَجَ الرِّجَالُ بِعِصِيِّهِمْ لِنَجْدَتِهِ. وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوْا شَيْئًا فَعَادُوْا مِنْ حَيْثُ أَتَوْا وَالْوَلَدُ يَضْحَكُ مِنْهُمْ. وَفِى يَوْمِ التَّالِى أَتَى ذِئْبٌ حَقِيْقَةً. فَخَافَ الْوَلَدُ وَ زَعَقَ مَرَّةً أُخْرَى. "الذِّئْبَ الذِّئْبَ". فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّ الْوَلَدَ عَادَ يَسْخَرُ مِنْهُمْ. كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ. وَلِذَلِكَ لَمْ يَهْتَمُّوْا لِصِيَاحِهِ. فَفَتَكَ الذِّئْبُ بِعَدَدٍ عَظِيْمٍ مِنَ الْغَنَمِ وَلَوَْلا كَذِبُهُ فِى الْمَرَّةِ اْلأُوْلَى. لَصَدَّقَهُ النَّاسُ عِنْدَ صِيَاحِهِ فِى الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ. وَجَاءُوْا لِنَجْدَتِهِ.

اْلأَسَدُ وَالْفَأْرُ

كَانَ أَسَدٌ نَائِمًا فَأَتَى فَأْرٌ وَ مَشَى عَلَى رَأْسِهِ. فَهَبَّ مِنَ النَّوْمِ غَضْبَانَ. وَقَبَضَ عَلَى الْفَأْرِ لِيَقْتُلَهُ. فَبَكَى الْفَأْرُ وَتَضَرَّعَ. حَتَّى رَقَّ لَهُ قَلْبُ اْلأَسَدِ وَخَلَّى عَنْهُ. وَثَانِىَ يَوْمٍ. وَقَعَ اْلأَسَدُ فِى شَرَكٍ نَصَبَهُ لَهُ الصَّيَّادُوْنَ. فَصَرَخَ وَزَأَرَ حَتَّى سَمِعَهُ ذَلِكَ الْفَأْرُ. فَأَسْرَعَ لِمُسَاعَدَتِهِ. وَقَالَ لَهُ َلا تَخَفْ فَأَنَا أُخَلِّصُكَ. وَشَرَعَ يَقْرِضُ الْحَبْلَ بِأَسْنَانِهِ الْحَادَّةِ. حَتَّى قَطَعَهُ وَ خَرَجَ اْلأَسَدُ سَالِمًا. وَشَكَرَهُ شُكْرًا كَثِيْرًا. ثُمَّ قَالَ لَهُ. " مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ حَيَوَانًا ضَعِيْفًا مِثْلَكَ. يَقْدِرُ عَلَى مَا َلا أَقْدِرُ عَلَيْهِ أَنَا". فَأَجَابَهُ الْفَأْرُ. " َلا تَحْتَقِرْ مَنْ دُوْنَكَ فَلِكُلِّ شَيْءٍ مَزِيَّةٌ".

إِطْلاقُ الطُّيُوْرِ

رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَمْرِيْقَا وَلَدًا يَبِيْعُ طُيُوْرًا فِى قَفَصٍ. فَوَقَفَ بُرْهَةً يَنْظُرُ إِلَى الطُّيُوْرِ نَظْرَةَ الْكَئِيْبِ. ِلأَنَّهُ رَآهَا تَطِيْرُ مِنْ جَنْبٍ إِلَى آخَرَ. تَارَةً تُطِلُّ. وَتَارَةً تُحَاوِلُ الْخُرُوْجَ مِنْ بَيْنِ اْلأَسْلاكِ. وَفِى النِّهَايَةِ سَأَلَ الرَّجُلُ الْوَلَدَ. "كَمْ ثَمَنُ هَذِهِ الطُّيُوْرِ". فَأَجَابَ الْوَلَدُ "ثَمَنُ الطَّائِرِ سَبْعَةُ قُرُوْشٍ يَا سَيِّدِى".
فَقَالَ الرَّجُلُ. "أَنَا لاَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَمَنِ الْوَاحِدِ. وَلَكِنِّى أَسْأَلُ عَنْ ثَمَنِ الْجَمِيْعِ. لأَِنِى أَرْغَبُ فِى شِرَائِهَا كُلِّهَا". فَأَخَذَ الْوَلَدُ يُعِدُّ طُيُوْرَهُ ثُمَّ قَالَ."ثَمَنُهَا ثَلاَثَةٌ وَسِتُّوْنَ قِرْشًا". فَنَقَدَ الرَّجُلُ الْوَلَدَ الثَّمَنَ. وَسُرَّ الصَّبِىُّ بِرِبْحِهِ. وَلَمَّا تَسَلَّمَ الرَّجُلُ الْقَفَصَ فَتَحَ بَابَهُ. فَخَرَجَتِ الطُّيُوْرُ. فَدَهِشَ الْوَلَدُ مِنْ فَعْلَتِهِ. وَسَأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ. فَأَجَابَ "كُنْتُ سَجِيْنًا ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ. وَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِى أَنْ لاَ أَبْخَلَ بِإِطْلاَقِ سَجِيْنٍ. مَتَى اسْتَطَعْتُ إِطْلاَقَهُ".

حِيْلَةُ الْعَنْكَبُوْتِ

أَخَذَ رَجُلٌ عَصًا وَغَرَزَهَا فِى بِرْكَةِ مَاءٍ بِالْقُرْبِ مِنْ حَافَّتِهَا, ثُمَّ أَخَذَ عَنْكَبُوْتًا وَوَضَعَهَا عَلَى طَرْفِ الْعَصَا, وَوَقَفَ يُلاَحِظُ مَا تَأْتِى بِهِ الْعَنْكَبُوْتُ مِنَ الْحِيْلَةِ لِلْخُرُوْجِ مِنْ تِلْكَ الْجَزِيْرَةِ.
فَنَزَلَتْ مِنْ أَعْلَى الْعَصَا بِبُطْءٍ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى الْمَاءِ, فَرَأَتْ أَنَّ الطَّرِيْقَ مَسْدُوْدَةٌ, فَجَعَلَتْ تَدُوْرُ حَوْلَ الْعَصَا أَمَلاً فِى أَنْ تَجِدَ مَنْفَذًا. وَلَمَّا خَابَ سَعْيُهَا عَادَتْ إِلَى أَعْلَى الْعَصَا, وَلَبِثَتْ بُرْهَةً مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَحَرَّكَ, كَأَنَّهَا تُفَكِّرُ فِى تَدْبِيْرِ حِيْلَةٍ تُخَلِّصُهَا مِنْ سِجْنِهَا.
وَأَخِيْرًا أَخْرَجَتْ مِنْ جَوْفِهَا خَيْطًا طَوِيْلاً أَلْصَقَتْ أَحَدَ طَرَفَيْهِ بِأَعْلَى الْعَصَا, وَأَرْسَلَتِ الثَّانِى يَطِيْرُ فِى الْهَوَاءِ, وَهِىَ تَرْقُبُ مَا يَفْعَل اللهَ بِهِ, إِلَى أَنْ وَقَعَ عَلَى شَجَرَةٍ صَغِيْرَةٍ عَلَى حَافَّةِ الْبِرْكَةِ وَلَصِقَ بِهَا, فَعَبَرَتِ الْقَنْطَرَةَ الَّتِى صَنَعَتْهَا, وَوَصَلَتْ إِلَى الْبِرِّ سَالِمَةً مَسْرُوْرَةً.
وَلَمَّا شَاهَدَ الرَّجُلُ ذَلِكَ, أَيْقَنَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ حَيَوَانًا مَهْمَا كَانَ صَغِيْرًا, مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْعَلَ فِيْهِ مَا يَسْتَطِيْعُ بِهِ أَنْ يُدَبِّرَ أُمُوْرَهُ بِنَفْسِهِ.